يحتاج استخدام الشَّوَّاية والسموكر إلى دراية بكيفيّة تتبيلها؛ مما يضمن طهي مثاليّ ونتائج مثاليّة، فيعتبر التّتبيل أولى أهمّ خطوات الشواء، والّتي لا يمكن الاستغناء عنها؛ للحصول على أفضل النّتائج.
ماهو تتبيل الشواية والسموكر؟
يقصد بالتّتبيل هو وضع مقدار قليل من الزّيت يكفي لدهن سطح الشواية، ثمّ يترك على درجة حرارة مرتفعة بضع ساعات، وبعد هذه الخطوة تصبح جاهزة للإستخدام.
وتعتبر الخطوة الرّئيسيّة للحصول على نتائج رائعة في عمليّة الشّواء، ليس هذا فحسب بل إنّ هذه الخطوة تمكِّن المستخدم من التّعرّف على الشواية أو السموكر بشكل أدقّ، وطريقة التّحكّم في مستويات الحرارة، بدلًا من التّجربة في قطع اللّحوم والمشاوي، مما قد يؤدّي إلى هدر الطعام والإضرار بها أو إتلافها في حال عدم الوعي الكامل بتشغيلها.
أهمية تّتبيل الشواية قبل الإستخدام
تكمن أهميّة التّتبيل في أوّل مرّة لإستخدام الشواية في سببين أساسيّين، هما:
تنظِّيف الشواية بعد مرورها بعمليّة التّصنيع، وقبل استخدامها في الشواء.
منع تآكلها وتكوين الصدأ عليها.
قد يشوب الشوايات بعد عمليّة تصنيعها وشحنها، بعض الغبار والأتربة على اختلاف أنواعها ومسبّباتها، ويعدّ الأمر طبيعيًّا تمامًا لكن يتطلَّب مزيدًا من الإهتمام؛ لتفادي أيّة ملوّثات يحتمل أن تضر على أجزاء الشواية، وتحقيق مزيدٍ من الأمان.
كما تلجأ بعض الشّركات المصنِّعة إلى طلاء الأجزاء الدّاخليّة بزيوت صناعيّة؛ بهدف منع تكوّن الصّدأ حتّى يتسنَّى استخدامها، وعليه فإنّ تتبيل الشواية والسموكر يضمن التّخلّص من أيّة مواد ضارة أو غير مرغوب فيها، تغيّر طعم أو نكهة أو حال الأطعمة، سواء أكانت: أتربة، روائح، ملوّثات. ويجعل الشواية جاهزة للإستخدام بأمان ومثاليّة، وبالتّالي يمكنك الحصول على نتائج مرضية جدًّا من عمليَّة الشِّواء أو التّدخين، كذلك تعالج عمليَّة التّتبيل الأسطح الدّاخليّة وطلاء الشّوّايات؛ مما يسهم بدوره في حمايتها من التّآكل أو تراكم الصّدأ عليها، ما يعود بالنّفع على حالها، حيث تبقى بحالة جيدة لأطول فترة ممكنة وتظلّ تعمل بمثاليَّة.
كيفيّة تتبيل الشواية والسموكر لأوّل مرّة؟
تتعدّد طرق التَّتبيل فيما بينها، وتتفاوت بشكل طفيف، إلّا أنّها تتمّ وفق مراحل أساسيّة، كما يتّضح فيما يلي:
التّنظيف العميق من الدّاخل
يلزم تنظيف الشَّوَّايات والمدخّنات من الدّاخل بادئ ذي بدء، ويكمن الهدف من التّنظيف إزالة أيّة عوالق، شوائب، ملوّثات، حتّى لا تتسبّب في أن تتلوّث الأطعمة بداخلهما، أو يكتسب الطّعام نكهات غير مستساغة وغير مرغوب فيها، وتتابع خطوات تتبيل الشواية والسموكرز بشيء من التّفصيل:
تُزال الأرفف، الشّبوك، وأيّة أجزاء يمكن فكّها وتركيبها.
يستخدم سائل غسل الصّحون مع الماء، لغسل الأجزاء المزالة، من أرفف، شبكات، وخلافه.
كما يغسل بواسطتهما الشواية من الدّاخل، بما فيه صندوق الفحم والإشعال.
تترك إلى أن تجفّ تمامًا بواسطة الهواء الطّلق.
تتبيل الشواية والسموكر بالزيت
يوضع القليل من الزَّيت النَّباتيّ، يفضَّل أن يكون من الأنواع مرتفعة الكثافة الدخانية، كما في زيت:
الأفوكادو.
بذور العنب.
الكانولا.
فيلزم أن تصبح درجة حرارة الدخان المنبعثة من الزّيت المستخدم 204° مئويّة على أقلّ تقدير؛ مما يسهم في تكوين طبقة رقيقة جدًّا، لكي تكون وقائيّة بدرجة كبيرة وآمنة للإستخدام عقب تسخين الشواية.
يميل البعض إلى استخدام أنواع أخرى من الزّيوت الموجودة عادةً في المنزل، كما في زيت:
دوَّار الشَّمس.
بذور الكتَّان.
وتعتمد الطَّريقة التَّالية في تزييت الشَّوَّاية:
يوزَّع القليل من الزَّيت بواسطة قطعة قماش قطنيّة أو رذاذ من زجاجة معبئة بالزيت، على كافّة أجزاء الشواية، عقب أن تجفّ بعد التَّنظيف.
المسح بالقماش على: الباب، الجدران الدّاخليّة، الغطاء، الأرفف، وعاء الماء (من الخارج فقط).
يترك الزّيت من 5 إلى 10 دقائق متتالية.
من ثَمَّ تبدأ مرحلة التّسخين، كما توضَّح في الخطوة التَّالية.
التّسخين
تُسخّن الشواية بعد مسحها بالزّيت من خلال إشعال النار على درجة حرارة مرتفعة، تتراوح فيما بين 135° إلى 148° مئويّة، مع الحفاظ على نفس معدَّل الحرارة ما بين ساعة على الأقلّ وحتّى 4 ساعات متواصلة.
ينبغي أن تتجاوز درجة الحرارة الدّرجة المعتادة في الطّهي؛ في سبيل الحصول على تتبيل الشواية والسموكر بكفاءة عالية، كما لا ينصح بوضع أيّ شيء آخر غير الزّيت، أو الرقائق الخشبيّة.
ثمّة الكثير من معدّلات الحرارة المعتمدة مع اختلاف الأوقات، لكن يكمن الأساس على كلّ حال في رفع الحرارة إلى أقصى حدّ وتركها عدّة ساعات.
يجب الإنتباه إلى إرشادات دليل استخدام الشَّوَّاية؛ فبعض الشّركات المصنِّعة توضّح أسس تتبيل الشواية والسموكر وقد تختلف نسبيًّا من جهاز إلى آخر.
قد يروق إليك: طريقة تركيب الشوايات
تتبيل شوّايات وسموكر الفحم
يُعتمد في بداية الأمر على إشعال الفحم إلى أن يصل إلى درجة الحرارة المطلوبة، بعدها يُملأ الجزء المخصّص بقطع الفحم المشتعلة، مع إضافة بعض رقائق الخشب، في حال دهن وعاء الماء من الخارج بواسطة الزّيت يترك من غير مياه، وفي حال لم يكن مزيّتًا يخرج من الجهاز.
تفتح كافّة الفتحات مما يسمح بتدفّق الهواء، مع توزيع الحرارة بشكل متكافئ ومثاليّ في الدّاخل، تُترك إلى أن يتحوّل الفحم إلى رماد، ثمّ يتمّ التّخلّص منه وتنظيف المكان المخصَّص له.
الأخشاب
يراعى في حال استخدام الأخشاب اختيار نوع يتميّز بنكهة خفيفة، كما في أخشاب:
البقان.
البلوط.
الأبلود.
حيث يتسبَّب استخدام نكهة خشبيّة نفّاذة كما في أخشاب الهيكوري والمسكيت إلى إضفاء نكهة قويّة إلى الأطعمة، قد لا يفضّلها البعض.
تتبيل الشّوّايات والسموكر الكهربائيّة
تضبط درجة الحرارة على أعلى مستوى ممكن، وتترك نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، كما يمكن إضافة رقائق الخشب في الصّندوق المخصّص حوالي 45 دقيقة قبل الانتهاء من تتبيل الشواية والسموكر؛ مما يسهم في إضفاء نكهة رائعة تستحقّ التّجربة.
تتبيل شوّايات وسموكر الغاز
تضبط شوايات الغاز على أكثر درجة حرارة مرتفعة هي الأخرى، وتترك ما لا يقلّ عن ساعة، وفي غضون النّصف أو السّاعة إلّا ربع الأخيرة، يمكن وضع بعض القطع الخشبيّة لتعزيز النّكهة.
يرجى ال‘نتباه إلى كون ترك الشواية على درجة حرارة مرتفعة، يخفّض بالتّدريج على مدار السّاعات المحدِّدة إلى أن تصل درجة الحرارة العاديّة؛ مما يضمن سلامة المعادن الّتي يتكوّن منها الشواية وعدم الإضرار به.
نصائح مهمّة لنجاح عمليّة تتبيل الشواية والسموكر
يمكن اتّباع الحيل الآتية لتتبيل أكثر سلاسة وأمانًا:
يفضّل وضع الزّيت في زجاجة بفتحات لإطلاق رذاذ؛ ليسهل توزيعه.
يزال أيّ مقدار زيت يزيد عن الحدِّ ويتجمّع في القاع قبل عمليّة التّسخين؛ فالهدف مجرّد توزيع فقط بما يعني ملامسة الزَّيت لكافَّة أجزاء السّطح.
يرجى التّأكّد من كون الشواية على سطح مستوي.
يلزم إبعاد الزَّيت عن أجزاء التّسخين.
يتمّ تتبيل الشواية والسموكر قبل أوّل استخدام فقط، فيما بعد يُكْتَفَى بالتّنظيف الجيّد عقب الإستخدام في كلّ مرّة.
يلتزم التّتبيل بالخطوات الصّحيحة؛ لضمان أفضل النّتائج لأطول فترة ممكنة.
ختامًا
يعدّ من الضّروري جدًّا تتبيل الشواية والسموكر قبل أوّل استخدام فقط، مع ضرورة الإلتزام بالإرشادات المدوّنة مع كلّ شواية، فقط يلزم القليل من الزّيت وليس كميّة كبيرة، ترفع درجة حرارة الشواية على أعلى درجة بضع ساعات إلى أن تصل إلى درجة حرارة الغرفة أو الهواء الخارجيّ، ولا حاجة لتكرار هذه العمليّة فيما بعد، فقط يعتمد التّنظيف العاديّ بعد كلّ استخدام.
المصادر والمراجع: